يُمثّل الثامن من ماي من كل عام، في الذاكرة الوطنية الجزائرية، ذكرى أليمة ومحطة حاسمة، حيث تتجه الأنظار نحو أحداث عام 1945 التي وقعت في مدن سطيف، وقالمة، وخراطة، وليس عام 1954 كما ورد في طلبكم. هذه المجازر تُعدّ بحق المنعطف الأهم الذي أيقن فيه الجزائريون أن ما أُخذ بالقوة لا يُستردّ إلا بالقوة.

لذا، يُنظر إلى هذه الأحداث على أنها المقدّمات المباشرة لاندلاع ثورة الفاتح من نوفمبر 1954، فقد مثّلت الجسر الذي عبر منه الجزائريون من مرحلة المطالبة السلمية إلى مرحلة التضحية والجهاد من أجل استعادة السيادة الوطنية كاملة.

📜 سياق الأحداث: الأمل الذي تحول إلى دماء

تزامنت هذه الأحداث مع احتفال العالم بانتهاء الحرب العالمية الثانية وهزيمة النازية، حيث خرج الجزائريون في مظاهرات سلمية في 8 ماي 1945، رافعين شعارات تُطالب بتطبيق وعود الحلفاء ومنظمة الأمم المتحدة بحق الشعوب في تقرير مصيرها، وتجديد المطالبة بـالاستقلال والحرية.

وبدلاً من أن تُقابل هذه المطالب المشروعة بالاستجابة، واجهتها قوات الاحتلال الفرنسي بقمع وحشي غير مسبوق، تحوّلت فيه المظاهرات السلمية إلى مجازر دموية رهيبة استهدفت المواطنين العُزَّل.